الأهمية النسبية في المحاسبة

تعريف الأهمية النسبية في المحاسبة

تُشير الأهمية النسبيّة (materiality) إلى مبدأ محاسبيّ ينصّ على أنّ جميع العناصر الماليّة لها مقدار التأثير المختلف على عملية صنع القرار لدى المستثمرين يجب تسجيلها أو الإبلاغ عنها بالتفصيل في البيانات الماليّة الواردة في القوائم الماليّة باستخدام المبادئ المقبولة عموماً (GAAP)، كما ترتبط الأهمية النسبيّة بأهمية المعلومات ضمن البيانات الماليّة للشركة، وبالتالي التأثير في الإفصاح عن المعلومات الماليّة للمستثمرين والجمهور بشكل عام.^[١]

كما تهدف الأهمية النسبيّة إلى الوقوف على مقدار التأثير الذي قد يحدث نتيجة إغفال أو إهمال أو حدوث خطأ في الشؤون الماليّة للشركة على الأفراد الذين يقرؤون البيانات الماليّة، ويأخذون قراراتهم الاستثماريّة بناءً عليها، فمن المحتمل أن يؤدي الخطأ أو الإهمال الذي حدث في البيانات الماليّة إلى تضليل الأفراد أو تغيير قراراتهم بناءً على ذلك، وبالتالي لا بُدّ من الوقوف على أهمية كل معاملة ماليّة وترتيبها وتصنيفها بحسب معايير محددة من قِبل إدارة الشركة.^[٢]

مثال على الأهمية النسبيّة في المحاسبة

يُمكن التمثيل على استخدام مبدأ الأهمية النسبيّة في الشركات بشكل عام في المثال الآتي:

قامت شركة ما بدفع 100 دولار بشكل مسبق من قيمة الإيجارات المترتبة عليها للخدمة البريد بحيث تغطي 6 أشهر مقبلة، وبالتالي بموجب مبدأ المطابقة يجب تحميل الإيجار على حساب لمدة 6 أشهر، ومع ذلك فإنّ مبلغ المصاريف صغير جداً بحيث لا يتم تضليل قارئ القوائم الماليّة إذا تمّ تحميله بالكامل على بند المصروفات في الفترة الحاليّة بدلاً من توزيعها على فترة الاستخدام، وهذا ما ينص عليه مبدأ الأهمية النسبية.^[٣]

استخدامات مبدأ الأهمية النسبية

يُستخدم مبدأ الأهمية النسبية في المحاسبة في الحالات الآتية:

تطبيق المعايير المحاسبيّة الدوليّة

تُستخدم الأهمية النسبيّة حال تطبيق معايير المحاسبة الدوليّة، حيث يعتبر المحاسبون أنّ المعاملة أو المبلغ الماليّ غير مهم للبيانات الماليّة للشركة وحساباتها، بحيث يكون المحاسبون قادرين على تجنّب تطبيق المعايير المحاسبيّة لصغرها أو لعدم أهميتها، وبالتالي يؤدي ذلك إلى تسريع العملية المحاسبيّة وزيادة كفاءة المحاسبة وكتابة القيود المحاسبيّة بشكل عام.^[٢]

حجم المعاملات الماليّة

تستخدم الأهمية النسبيّة في حجم المعاملات الماليّة، وبالتالي تكون المعاملات الماليّة الصغيرة وغير المهمّة لها تأثير مختلف على البيانات الماليّة بخلاف المعاملات الماليّة الكبيرة والضخمة، وقد يحدث ذلك عندما يحاول المراقب الماليّ إغلاق الدفاتر المحاسبيّة لفترة معيّنة، فيمكن للمحاسب من حذف المعاملات الصغيرة من الحسابات النهائيّة التي ليس لها تأثير جوهريّ على البيانات الماليّة الإجماليّة.^[٢]

حد الرسملة

يُصنّف المحاسبون النفقات الصغيرة كمصروفات ماليّة إذا تمّ اعتبارها غير مهمّة لنتائج البيانات الماليّة الواردة في القوائم الماليّة، أمّا إذا اعتبر المحاسبون النفقات جوهريّة، فسيتم إدراجها في البيانات الماليّة وتطبيق الرسملة عليها أيّ الرسوم والمصروفات المتعلّقة بها، بالإضافة إلى احتساب الاستهلاك الخاصّ بها مع مرور الوقت، ممّا قد يكون له تأثير في البيانات الماليّة النهائيّة.^[٢]