تحليل نقطة التعادل: تعريفه وأهدافه وطرقه

تعريف تحليل نقطة التعادل

يُشير تحليل نقطة التعادل (Breakeven Point) إلى النقطة التي تتساوى فيها التكاليف الماليّة الإجماليّة مع إجمالي الإيرادات للأعمال التجاريّة والاستثماريّة للشركات خلال فترة زمنيّة معيّنة، كما يتم استخدام تحليل نقطة التعادل في تحديد عدد الوحدات أو الأموال النقديّة كالدولارات مثلاً اللازمة لتغطية التكاليف الإجماليّة، سواء التكاليف الثابتة أو التكاليف المتغيّرة.^[١]

كما يتضمّن تحليل نقطة التعادل المستوى الضروريّ للإنتاج، وهو المستوى الذي تكون فيه الإيرادات مساوية للتكاليف، وبعد هذه النقطة ستبدأ الشركات بتحقيق الأرباح الماليّة، حيث ستكون إيرادات الشركة أعلى من تكاليفها الإجماليّة.^[٢]

أهداف تحليل نقطة التعادل

تتمثّل أهداف تحليل نقطة التعادل في الأمور الآتية:

فهم تسعير المنتجات

يُساعد تحليل نقطة التعادل على فهم كيفية تسعير المنتجات والخدمات التي تقدّمها الشركات، حيث يتم الوقوف على نسبة الأرباح التي تريدها الشركة، والتي ستمثل الفرق بين التكاليف الإجماليّة والإيرادات الإجمالية التي حصلت عليها الشركة من بيع المنتجات، وبالتالي وضع أسعار معقولة ومنافسة.^[٣]

تغطية التكاليف الماليّة

يعمل تحليل نقطة التعادل على مساعدة مدراء الشركات وصانعي القرار في إعداد الإجراءات المناسبة لتغطية التكاليف الماليّة، سواء التكاليف الثابتة وهي التكاليف المتكررة المستحقة على الشركة، وسواء أنتجت الشركة أم لا، والتكاليف المتغيّرة التي تتغيّر تبعاً للعوامل الرئيسية التي تتحكم بعملية الإنتاج مثل؛ تكاليف شراء المخزون وغيرها.^[٣]

تحديد الالتزامات الماليّة

يهدف تحليل نقطة التعادل إلى تحديد جميع الالتزامات الماليّة، وذلك للوصول إلى نقطة التعادل التي تتساوى فيها هذه الالتزامات وهي ذاتها التكاليف مع الإيرادات الإجماليّة، كما سيساعد ذلك في الوقوف على التكاليف غير الضروريّة، أو التكاليف المفقودة التي لم يتم أخذها بالحسبان.^[٣]

معرفة حجم المبيعات

يتضح هذا لهدف جليّاً من تحليل نقطة التعادل، وذلك بسبب أنّ نقطة التعادل تشُير إلى حجم الإيرادات الإجماليّة، والتي تعني حجم المبيعات التي تمّت خلال الفترة المحددة، وبالتالي تعرف غالب الشركات عند تحليل نقطة التعادل حجم إيراداتها الفعليّة والصحيحة، وبالتالي تضع أهداف مبيعات أكثر واقعيّة وسهلة المتابعة.^[٣]

اتخاذ قرارات الأعمال

تُساعد نقطة التعادل في اتخاذ قرارات الأعمال المختلفة، حيث يُشير المنحنى العلويّ بعد نقطة التعادل إلى تحقيق الشركات المزيد من الأرباح، في حين يُشير المنحنى السفليّ إلى خسارة الشركات، وبالتالي يُساعد الوقوف على نقطة التعادل وتحليلها في اتخاذ قرارات صحيحة بناءً على المعلومات التي تمّ الوقوف عليها عند تحليل نقطة التعادل.^[٣]

الحد من الضغوط الماليّة

يهدف تحليل نقطة التعادل إلى التخفيف من الضغوط الماليّة والحد منها في الوقت الملائم، حيث يساعد ذلك في تجنّب الخسائر الماليّة التي تحدثها القرارات السيئة في الشركة، بالإضافة إلى توّقع نتائج محتملة لمواجهتها بأقل الخسائر.^[٣]

طرق تحليل نقطة التعادل

تتمثّل طرق تحليل نقطة التعادل من خلال الأمور الآتية:

الطريقة الأولى: تحليل نقطة التعادل بالمعادلة الحسابيّة

يُمكن تحليل نقطة التعادل من خلال الوقوف على المعادلة الحسابيّة الآتية:^[٤]

نقطة التعادل = التكاليف الثابتة ÷ (سعر البيع لكل وحدة - التكلفة المتغيرة لكل وحدة)

ويُمكن التمثيل على المعادلة الحسابية السابقة في المثال الآتي:

تبيع شركة ما زجاجات مياه، وتبلغ قيمة التكاليف الثابتة المتعلّقة بالإنتاج 100,000 دولار، أما التكلفة المتغيّرة لكل زجاجة ماء واحدة هي 2 دولار، كما تُباع زجاجة الماء بسعر ممتاز يبلغ مقداره 12 دولاراً، وبالتالي يُمكن احتساب نقطة التعادل كالآتي 100,000 ÷ (12-2) وتساوي 10,000 دولار، وهذا يعني أنّ الشركة ستحتاج إلى بيع 10,000 وحدة من زجاجات المياه لتحقيق نقطة التعادل.^[٤]

الطريقة الثانية: تحليل نقطة التعادل بالرسم البيانيّ

يحتوي الرسم البياني الخاصّ بتحليل نقطة التعادل على خطوط مستقيمة تُرسم بين المحور السيني والمحور الصادي، وتتمثّل هذه الخطوط الرياضية في الآتي:^[٤]

• التكاليف الثابتة.
• التكاليف المتغيّرة.
• الإيرادات.
• نقطة التعادل.

وبالتالي تشير المسافة بين هذه الخطوط المرسومة مقدار بعدها وقربها من تحقيق نقطة التعادل، والتي تمثّل كذلك نقطة التقاء خط التكاليف الإجماليّة مع الإيرادات الإجماليّة.^[٤]