ما هو الفرق بين الزكاة والضريبة؟

توجد بعض أوجه التشابه بين كلّ من الضرائب والزكاة؛ لكن وعلى الرغم من ذلك فهناك فروقات أكثر بكثير فيما بينها؛ فالزكاة عبادة مرتبطة بالدين يمكن تحصيلها بشكل فرديّ لذا فهي بعيدة كل البعد عن كونها مشابهة للضرائب، كما أنَّ الضرائب مرتبطة بالحكومة فهي التي تقوم بتحصيلها ومراقبتها ولا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن تتوافق الزكاة مع الضرائب؛ فقد تختلف الزكاة والضريبة في كثير من النواحي مثل المصادر التشريعيّة لكل منها وفي الأساس النظري المتّبع في كلّ منها وفي الأهداف والنسب وفي أوجه النفقات وطرق التحصيل كذلك، وفي هذا المقال سيتم بيان أهم الفروقات بين كلّ من الزكاة والضرائب.^[١]

ما هو الفرق بين الزكاة والضريبة؟

يمكن تلخيص الفروقات الأساسيّة بين كلّ من الزكاة والضريبة بمجموعة من النقاط أبرزها ما سيأتي بيانه:

أولًا: من حيث المفهوم

• الزكاة: ويقصد بالزكاة بأنَّها الصدقة الواجبة على كل مسلم فهي الركن الثالث من أركان الإسلام وهي جزء من المال الذي يلتزم كل مسلم بدفعه من ممتلكاته، بشرط تراكم قدر معيّن من المبلغ الماليّ ليصل إلى النصاب على مدار السنة القمريّة بحيث يدفعه إلى واحد أو أكثر من مستحقي أموال الزكاة وهي ثمانيّة مصارف حددتها الشريعة الإسلاميّة في مصارفها الثمانيّة الخاصة بالزكاة.
• الضريبة: أمَّا الضريبة فهي مساهمة أو التزام مدني تفرضه الحكومة على الأفراد والشركات كنوع من الإيرادات للدولة التي تحتاجها في تمويل مشاريعها وقد تكون هذه الضريبة مفروضةً على الدخل والأرباح وتصنف على أنَّها ضرائب مباشرة، كما يمكن أيضًا تضمينها في أسعار بعض السلع والخدمات والمعاملات وتعرف بالضرائب غير المباشرة.^[٢]

ثانيًا: من حيث الجهة المفروضة عليها

• الزكاة: تفرض الزكاة على المسلمين فقط بحيث تفرض على الشخص المقتدر ماديًا والذي وصلت أمواله إلى حدّ النصاب الشرعي.
• الضريبة: تُفرض الضريبة على جميع المواطنين في الدولة وهي إلزاميّة على كل مواطن، بغض النظر عن كونه غنيًا أم فقيرًا فيجب عليه أن يدفع الضرائب بحيث تفرض الحكومة ضرائب على المواطنين وتقوم بتحصيل الضرائب بأنواعها على كل من تجب عليه نوع معين من الضريبة سواءً من ضريبة الدخل أم ضريبة المبيعات وغيرها، وذلك من أجل التنمية الشاملة للبلاد.^[٣]

ثالثًا: من حيث المقدار

• الزكاة: تُحسب الزكاة بنسبة 2.5% من الدخل السنويّ الذي يصل حد النصاب الشرعيّ، فالزكاة نظام ثابت ودائم ومشرع من القرآن الكريم منذ تشريعها ولا يمكن لأيّ شخص تغييره.
• الضريبة: يتعيّن على الحكومة وضع قواعد وأنظمة معيّنة لتحديد الضرائب، وعلى الرغم من عدم وجود تغيير في نسبة الزكاة الممنوحة إلّا أنَّ الأمر مختلف في الضريبة حيث يحق للحكومة إجراء تغييرات في الضريبة من وقت لآخر.^[٣]

رابعًا: من حيث المصدر

• الزكاة: تعد مصادر الزكاة ثابتة بحيث تخرج من فائض الثروة أو الكسب، وللزكاة شروط معيّنة ولا توزّع إلا على أناس معينين، وتصرف الزكاة إلى المصارف الثمانيّة المحددة في القرآن في الآية الكريمة، قال تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}،^[٤] وهذه الفئات هي:
• الفقراء.
• المساكين.
• العاملين عليها.
• المؤلفة قلوبهم.
• الرقاب.
• الغارمين.
• في سبيل الله.
• ابن السبيل.
• الضريبة: أمَّا مصادر الضريبة فهي تختلف حسب الاحتياجات وتأتي الضريبة بأنواع مباشرة وغير مباشرة.^[٣]

خامسًا: فوائد كل منهما

• فوائد الزكاة:
• المساهمة في خلق مجتمع متوازن من خلال مساعدة من يعيشون تحت خط الفقر.
• تداول الأموال بين الناس.
• التأكيد على أهميّة قيمة التعاون في المجتمع.^[٥]

• فوائد الضريبة:
• التعاون في مجال الصحة العامة.
• تطوير النقل العام.
• تطوير التعليم.
• تقديم الخدمات لأفراد المجتمع.
• التنمية الشاملة للبلاد.
• مصدر تمويل الحكومات.^[٥]

سادسًا: توقعات الدافعين

• الزكاة: لا يتوقع دافعوا الزكاة أيّ مقابل عليها فهي علاقة بينهم وبين الله ينالون عليها الأجر والثواب.
• الضريبة: يتوقع دافعوا الضرائب تسهيلات معيّنة من الحكومة مقابل ما تحصله من إيرادات.

سابعًا: صرف الفائض منها

• الزكاة: ليس للزكاة حدود جغرافيّة، حيث يتم توزيع المبلغ الزائد من الأموال التي تمَّ تلقيها، فيمكن مشاركته مع بعض البلدان الأخرى بين المسلمين الفقراء أو المحتاجين.
• الضريبة: يتم استخدام الفائض من الضريبة داخل الدولة التي يتم تحصيلها فيها.^[٥]

الخلاصة

وبناءً على ما قد تمَّ بيانه في النقاط السابقة فيتضح أنَّ الزكاة تختلف عن الضرائب، وأنَّ كلاهما له أهميّة؛ فتساعد الزكاة المسلمين الفقراء والمحتاجين في الحصول على موطئ قدم لهم والبقاء على قيد الحياة في البلاد، بينما تضمن الضريبة استمرار تطوّر البلاد بوتيرة ثابتة.^[٥]