ما هي التكاليف الغارقة؟ وما أهميتها؟

تعريف التكاليف الغارقة

تُشير التكاليف الغارقة (Sunk Cost) والتي تُسمّى بتكلفة الأثر الرجعيّ، إلى تكلفة الاستثمار الذي تمّ تكبّده بالفعل ولا يُمكن استرداده، وتشمل التكاليف الغارقة جميع التكاليف الداخلة في أعمال التسويق لمنتجات وخدمات الشركات، والبحث في السوق، وتثبيت البرامج الإلكترونيّة، والمعدّات الجديدة وغيرها من التكاليف، كما تؤثر التكاليف الغارقة على القرارات المتعلّقة بالأمور المستقبليّة، بحيث يتم دراستها بشكل جيّد لذا يجب دراسة الوقت والجهد والموارد الماليّة المستثمرة في الخيارات الاستثماريّة التي تتعلّق بها التكاليف الغارقة.^[١]

أهمية التكاليف الغارقة

تُعتبر التكاليف الغارقة مهمّة لأنّها تشكّل جزءاً مهمّاً في صنع القرار في الاستثمار في الخيارات الاستثماريّة من عدمها، حيث تقوم الشركات بتحليل التكاليف والفوائد، ويجب أن الأخذ بالحسبان التكاليف الغارقة بحيث لا تؤثر تأثيراً كبيراً على صنع القرارات في الشركات المختلفة، ومن المهم معرفة التكاليف الغارقة لأنّ تضمينها بشكل غير صحيح في عمليات التحليل الماليّ يؤدي إلى اختيار قرارات أقل ملائمة وجدوى.^[٢]

أمثلة على التكاليف الغارقة

من الأمثلة على التكاليف الغارقة ما يأتي:

التكاليف التسويقية

يُمكن التمثيل على التكاليف التسويقية بشركة ما تنفق 50,000 دولار على الدراسات التسويقية لمعرفة ما إذا كانت المنتجات الجديدة ستنجح في السوق أم لا، وانتهت الدراسات التسويقية إلى أنّ هذه المنتجات لن تكون مربحة في هذه المرحلة، وبالتالي يكون إنفاق 50,000 دولار هو تكلفة غارقة باهظة، بحيث يجب على الشركة أن لا تستمر في المزيد من إنتاج مثل هذه المنتجات في هذه المرحلة.^[٣]

تكاليف البحث والتطوير

تُجري الشركات العديد من عمليات البحث والتطوير المتعلّقة بدراسة السوق، والمنتجات والخدمات المستقبلية التي يُمكن طرحها في الأيام القادمة، وبالتالي لا ينبغي للشركة الأخذ بالاعتبار هذه التكاليف عند اتخاذ أيّ قرار لمواصلة الإنتاج أو التوقف أو التعديل.^[٣]

تكاليف التدريب

تقوم الشركات بتدريب غالب موظفيها في مختلف القطاعات، مثل موظفي المبيعات، وموظفي التسويق، بالإضافة إلى تدريب الموظفين على استخدام أجهزة الحاسوب، والأجهزة اللوحية الجديدة وغيرها، وبالتالي يُعتبر التدريب من التكاليف الغارقة بمعنى لا يُمكن استردادها بعد إنفاقها.^[٣]

العوامل المؤثرة على التكاليف الغارقة

يوجد العديد من العوامل والأمور المؤثرة على التكاليف الغارقة، والتي تؤدي إلى الوقوع في احتساب التكاليف الغارقة بطريقة غير صحيحة وهي التي تُعرف مغالطة التكاليف الغارقة، وتتمثّل هذه العوامل في الآتي:^[١]

• تجنّب الخسائر: تميل الشركات إلى تجنّب الخسائر في مقابل تفضيل المكاسب الماليّة، وقد يكون الاستثمار في مخاطر أعلى يؤدي إلى أرباح أكبر، حيث يغلب على العلاقة بين المخاطر وتحقيق الأرباح علاقة عكسية.
• تحيّز الشركات لقرارات استثماريّة معيّنة: ويُقصد به التحيّز لقرارات استثماريّة معيّنة وتأطيرها بإطار إيجابي مفرط، من أجل الإقدام على مثل هذه الاستثمارات.
• المبالغة في تقدير التكاليف: تتصوّر الشركات أنّ التكلفة تزيد من العوائد الماليّة المتعلّقة بالاستثمار في المستقبل، وبالتالي تنفق المزيد من التكاليف، وهذا ليس بالضرورة يؤدي إلى تحقيق المزيد من الأرباح.