تعريف الخسائر المتراكمة

مفهوم الخسائر المتراكمة

تُشير الخسائر المتراكمة (Accumulated Losses) إلى رصيد أرباح محتجزة سلبيّ، بمعنى تراكم المبالغ الماليّة المكتوبة في بند الخسائر، وهذا يعني أنّ الشركة تحقق خسائر متراكمة خلال فترة زمنيّة متلاحقة، وخاصّة بعد توزيع حقوق المساهمين، كما تشير الخسائر المتراكمة إلى أنّ الشركة غير مستقرة ماليّاً، وتعاني من مشاكل ماليّة وإداريّة كبيرة، بحيث يجب البحث عن حلول جذريّة لها لعدم تراكم الخسائر أكثر ممّا هي عليه، كما يتوقع حدوث خسائر أوليّة في الشركات الناشئة والصغيرة قبل البدء ببيع المنتجات وتقديم الخدمات، إلّا أنّ الخسائر المتراكمة تكون مستمرة وتزداد سوءاً على مدى عمل الشركة، خاصّة في حال حصولها على قروض ماليّة وعليها ديون ماليّة وإلتزامات أكبر من الإيرادات التي تحقّقها.^[١]

وتجدر الإشارة إلى أنّ الخسائر المتراكمة تؤدي إلى انخفاض رصيد حقوق المساهمين، بالإضافة إلى انخفاض رأس المال، ورأس المال المدفوع، الأمر الذي يؤدي إلى تراكم الخسارة التي حققتها الشركة في الماضي، ومحاولة تعديلها مقابل حقوق المساهمين، لذا يؤدي ذلك إلى انخفاض الأصول الماليّة للشركة.^[٢]

مثال على الخسائر المتراكمة

يُمكن التمثيل على الخسائر المتراكمة في الآتي:^[٣]

تحتجز شركة ما برصيد أرباح مقداره 2 مليون دولار، وتكبّدت بخسارة مقدارها 1 مليون دولار، ومن ثمّ تكبّدت بخسارة أخرى مقدارها 3 مليون دولار، ولم تقم بتوزيع الأرباح وبالتالي يكون رصيد الأرباح المحتجزة سالب ومقداره - 2 مليون دولار، وهذا يعني بالخسائر المتراكمة التي تتكبدها الشركات، ومعنى كونها رصيد أرباح سلبيّ، حيث يغلب كتابة الأرباح والخسارة في بند واحد ضمن قائمة الميزانية العموميّة، وفي حال تكرار الخسارة الماليّة يتم إضافتها على ذات البند ممّا يؤدي على تراكم الخسائر.

أسباب حدوث الخسائر المتراكمة

تتمثّل أسباب حدوث الخسائر المتراكمة في الشركات في النقاط الآتية:

نقص التدفق النقدي

يُعتبر التدفق النقدي أحد أكثر الأسباب شيوعاً لحدوث الخسائر الماليّة، بحيث تكافح الشركات لتحقيق نسب عالية من المبيعات لابقاء الشركة تعمل، ورفع نسبة التدفق النقديّ، وبالتالي تستغل الأوقات الموسميّة للمنتجات والخدمات، وتعمل على تعديل قائمة الأسعار، والمزيد من الاستراتيجيات التي تتخذها لرفع نسبة التدفق النقديّ، وبالتالي تقليل نسبة الخسائر التي تحققها.^[٤]

توّسع الأعمال السريع

بحيث تتوسع الشركات الصغيرة بسرعة كبيرة، وقد تصل إلى طريق مسدود فيؤدي ذلك إلى مواجهتها للخسائر، والسبب في ذلك حدوث أخطاء تشغيليّة للأعمال التجاريّة التي ستبدأ بها الشركة، بالإضافة إلى عدم وجود عدد كافٍ من الموظفين للتعامل مع الأزمة الماليّة بطريقة صحيحة وفعّالة.^[٤]

سوء التخطيط للأعمال

بحيث تعاني الشركات من الخسائر المتراكمة بسبب وجود سوء في إدارة الأعمال، والافتقار إلى التخطيط الجيد للأعمال التجارية والاستثماريّة، بحيث يشمل التخطيط الجيّد للأعمال معرفة التحديات والفرص، والاحتياجات الأساسية لرأس المال، بالإضافة إلى معرفة المنافسين الموجودين في السوق، وهذا يؤدي إلى إعطاء إرشادات كافية للموظفين، من مدراء ذوي خبرة واختصاص.^[٤]