شرح مبسط للضريبة المؤجلة

تُفرض الضرائب على أرباح الشركات والأعمال التجاريّة المختلفة التي تتمُّ في الدولة، وقد تقوم الشركات بتأجيل الضريبة لعدّة أسباب تراها مُناسبة، وفي هذا المقال سنتناول الحديث عن الضريبة المؤجلة.

تعريف الضريبة المؤجلة

الضريبة المؤجلة هي الضريبة المستحقّة على الشركة وتُسجّل ضمن قائمة الميزانية العموميّة لكنّها لا تُدفع في الوقت الحالي، بل في تاريخ مستقبليّ، حيث يوجد اختلاف بين وقت استحقاق الضريبة ووقت استحقاق دفعها، وبالتالي يُمكن معاملة الضريبة المؤجلة كالبيع بالتقسيط حيث يتمّ تأجيل دفع الأقساط، بالإضافة إلى دفعها على شكل دفعات، وتُسمّى الضريبة المؤجلة بالإلتزام الضريبي المؤجل (Deferred Tax Liability).^[١]

كيفية عمل الضريبة المؤجلة

عندما تُفرض الضريبة على الشركات ويستوجب دفعها، تقوم الشركات بإنشاء التزام ضريبيّ مؤجل لعمل ضريبة مؤجلة تدفع في المستقبل، كما يجب ملاحظة الدخل الفعليّ وقت استحقاق الضريبة وعند تأجليها، لذا يجب على خبراء الضرائب دراسة الفروقات بين الدخل المستحقّ للضريبة والدخل الفعليّ عند التأجيل.^[٢]

يتم احتساب الضريبة المؤجلة على أساس الضريبة المتوّقعة للشركة مضروبةً في الفرق بين الدخل الخاضع للضريبة والأرباح المحاسبيّة قبل الضرائب، ولا تعني الضريبة المؤجلة أنّ الشركة لم تعترف بالضريبة، بل تعترف بالدفع الذي لم يتم استحقاقه بعد، كما يجب أن تنعكس قيمة الضريبة المؤجلة على الأرباح والدخل الخاضع لها في نفس الفترة.^[١]

وفي المثالين الآتيين نوّضح طريقة عمل الضريبة المؤجلة بحسب خضوع الأرباح للضريبة وهو كالآتي:^[٣]

• حققت شركة أرباحاً أعلى من قيمة الأرباح الخاضعة للضريبة، وبالتالي يكون لديها خياران إمّا دفع الضرائب في الوقت الحاليّ، أو دفع الضرائب في المستقبل وهي الضريبة المؤجلة لكنّها بقيمة أعلى من التي كانت في وقتها.
• حققت شركة أرباحاً أقل من قيمة الأرباح الخاضعة للضريبة، وبالتالي يكون لديها خياران إمّا دفع الضرائب في الوقت الحالي بقيمة أعلى، مقارنةً فيما لو تمّ تأجيل الضريبة في المستقبل فإنّها ستكون قيمتها أقل.

آثار الضريبة المؤجلة

في البداية تعمل الشركات على فهم التغييرات وأسباب اللجوء إلى الضريبة المؤجلة وتوّقع تأثيرها على العمليات الاستثماريّة ومركزها الماليّ بشكل عام في المستقبل، لذا يُمكن أن يكون للأصول والخصوم الضريبية المؤجلة تأثيراً قوياً على التدفق النقديّ الخاصّ بالشركة، كما تُعتبر الزيادة في الالتزام الضريبي المؤجل أو الانخفاض في أصول الضريبة المؤجلة مصدراً للسيولة الماليّة.^[٢]

حيث يكون سبب الانخفاض في السيولة هو استخدامها في دفع مستحقات الضريبة المؤجلة، كما يُساعد تحليل التغيير في أرصدة الضرائب المؤجلة على فهم الاتجاه المستقبليّ الذي تتجه إليه الأرصدة الماليّة، هل ستستمر في النمو أو احتمالية حدوث انعكاس على مستوياتها في المستقبل القريب، كما يُشير مقدار الضريبة المؤجلة المتزايدة على أنّ الشركة تتمتع بكثافة رأس المال وحجمه الكبير، وقد يرجع الأمر إلى شراء الأصول الرأسماليّة الجديدة المصحوبة باستهلاك ضريبيّ متسارع أعلى من انخفاض قيمة الأصول القديمة.^[٢]